الأحد، 26 أغسطس 2007

أفكار جنونية فى دفتر هملت - الفصل الثالث

*الفصل الثالث:

*المشهد الأول

- لقد سمعت ما يكفى عن زيف وجوهكن .
منحكن الله وجها واحد فصنعتن لكن
وجها آخر . هزة تأود ولثغة ، وتسمين
مخلوقات الله بأسماء من وضعكن وتعتذرن
عن الخلاعة بالجهل .

أقنعة كل المسرح ـ أقنعة كل الدنمرك ـ فى عهد كبير الوزراء ـ يفتاح القاضى . ـ فلننظر فى الأسفار العبرية ـ ماذا بعد «التكوين » سوى الأسفار الملكية ؟ ـ أهنالك سفر خاص بالدنمرك ؟ ـ ما من شك ـ أنا يا خلى لا أعنى الحرفية ـ ما الأحرف .. ماكل الأسماء ـ غير إشارات رمزية ـ هزات تأود ـ لثغات ـ تبديل الأسماء بأسماء ـ تبديل حروف ـ والناس حروف ـ والأدوار حروف ـ وبديل اللاعب لاعب ـ وبديل الميت حى ـ «لايكاد الفتى يجهز إلا عن بديل له مستناب » ـ «إن الذين على ظهر الثرى وطئوا .. يشابهون أناسا تحته دفنوا» ـ أنا لست بمزمار يعزف من شاء ما شاء عليه ـ لى ثقبان ككل الناس ـ ثقب أبصق منه على العالم ـ والآخر «أفعل » منه على العالم ـ لكن ثمة بين الناس أناس ـ تفعل بهما الأشياء الأخرى ـ مما لا يذكر علنا فى الدنمرك اليفتاحية ـ فالدنمرك ثقوب ـ والكل يرى منها الكل ـ لكن يلتمس لكل الناس الأعذار ـ كل الجدران زجاجية .. ـ هذى حسنة ـ أخرى من حسنات القاضى يفتاح ـ لا تقذف بيت الاخر بالأحجار ويكف العار بأن يصبح عار ـ حين يكون العار شعار ـ الدنمرك ـ ثم يسود الصمت ـ لو كان بيدى الأمر لكان شعارى ـ مأيون من يصبح ملكا أو شاعر ـ فى مملكة دمى يفتاح ـ فهو أوزة ـ ذبحت قبل العرس وقبل التتويج ـ كان يولونياس فى الجامعة يجيد التمثيل ـ فيما قال ـ فلقد مثل يوليوس قيصر ـ وهو اليوم يقوم بدور القاتل لا المقتول ـ يبدو أن المسرح حلم ـ يصدق لكن بالمعكوس !

أوفيليا : آه .. بالهذا العقل النبيل المضيع
لسان أمير وبصر عالم وسيف جندى !

*المشهد الثانى

أوفيليا : إنك تصلح أن تقوم بدور الجوقة
ياسيدى اللورد .

- إستطيع أن أدير الحوار بينك وبين
حبيبك لورايتكما تتدليان كالدمى فى
مسرح العرائس !


* * *

هذا لغزك يايفتاح ـ الدنمرك دمى ـ لكن فرق بين الدمية فوق الخشبة ـ والمشنوق على باب المسرح ـ أو فى الكالوس ـ ألحبل هنا كالحبل هناك لكن العرض ـ غير العرض ـ أعلى الباب أذن أم خلف الباب الملهاة ـ إنى أكره أن أصف اللعبة بالمأساة ـ وا أبتاه ـ أوزوريس ؟؟ يا أوفيليا اليفتاحيةـ إنى ألعب دور المنشد ـ وأنا ألعب دور الجوقة ـ أو بالعكس ـ ولهذا يبدو أنى ألعب كل الأدوار ـ لكن لست بدمية ـ فى مملكة دمى يفتاح أبيك ـ ملك التمثيل أبوك ـ أم ملك الدنمرك ـ التمثيل هو التزيف ـ والتزييف هو التمثيل ـ الان فقط أدركت صموتك ياأمى ـ لكن صمت المسبية لا يغفر المسبية ـ الذنب على رأسك أمى تاج من وحل ـ من تحتك مستنقع وحل ـ من حولك وحل فى وحل ـ فتظنين الأرض مرايا ـ وهى خطايا ـ يا بلقيس ـ ليس العرش بعرشك لكن شبه لك ـ لا يخدعك الزخرف لا تغترى بالزينات ـ القيد بقلبك لكن بيديك أساور ـ وبرجليك الأحجال سلاسل ـ مرحى ... مرحى ـ هل ثمة فى الدنمرك رجال ـ وأنا أيضا لست سوى ثرثار ـ ما الثرثرة سوى تبذير هواء ـ بين شهيق بين زفير ـ كالكلمات السوداء على الورق الأسود ـ وبحبر أسود ـ والطاعون هو الموت الأسود ـ هل ثمة موت أبيض ؟ ـ بالتأكيد ـ وهو الكلمات البيضاء على الورق الأبيض ـ وبحبرأبيض هل ثمة حبر أبيض ـ بالتأكيد ـ الحبر الأبيض لبن العصفور ـ «ساعة أوريانت ما أحلاها ـ ساعة أوريانت لساها ـ أوريانت» ـ ياشعر الإعلانات ـ أمى تدعونى كى أذهب .

- وأنت ياقلبى لا تخرج عن طبيعتك ،
لا تدع روح نيرون تلج البتة هذا الصدر
لأكن قاسيا لأشاذا ..

.... وسيكتب كل النقاد اليفتاحيين ـ ماشاءوا عن لقياى بأمى ـ ليضيفوا للقائمة السوداء أميراً شاذا ـ بعد الملك أوديبوس ـ ما حدث هنا فى الدنمرك ـ حدث بأثينة ـ حدث بطيبة ـ فتش عن يفتاح ـ فتش عن يفتاح ـ وترزياس الكاهن ـ يلعب نفس الدور ولكن ـ باسم بولونياس ـ لنتقدم خطوة ـ لم أقتل عمى ـ حين رأيته ـ وأنا أقصد غرفة أمى ؟ ـ كان يصلى ؟ ـ الصلوات لأمثاله ـ كاستحمام اللوطى ـ لم أقتله لأن الداء ـ فى الدنمرك الملكية ـ صادت مصيدتى فيران ـ ملكا .. حاشية .. أعوانا ـ لكن لم تصد الطاعون ـ ولهذا لم أقتل عمى ـ ماجدوى قتل ملك ـ ماجدوى قتل جميع ملوك الأسفار ـ مادام السفر وراء السفر ـ فى غرفة أمى : ـ أجهزت علي بولونياس ـ هل ثم سبيل يا أماه لقتل البولونياسية؟ ـ الفرس أراها .. والفرسية ـ لست أراها ـ والداء عضال ـ والشبح أنى يستعجلنى الثارـ والقتل بليل الطاعون عبث ـ ياخلى تنظر نبيا ؟ ـ يحمل سيفا ؟ـ الدنمرك تغوص إلى قاع الغمر ـ والطوفان الثانى هو مايشفى الصدر ـ من نيران الغيظ الطافى ـ فوق أكف المستنقع ـ ماذا يجدى السيف ؟ـ يقتل فى الدنمرك الزائف ـ لكن ليس يمس الزيف !


* * *

- .. إنك تعلم ياخلى الأوفى
أن الدولة هذى تنهار ..
كانت من قبل زيوس يحكمها
واليوم عليها يحكم طاووس مفتون ..
هوراشيو : كنت تستطيع أن تحافظ على القافية ..

*المشهد الثالث :

- .. لا .. إنقبض أيها السيف .......
وأعلم أن لك فرصة أبشع .

*المشهد الرابع :

- أى أمى .. بالله لا تمنحى روحك
هذا البلسم المهدئ فتظنى أن جريمتك
ليست إلا حديث جنونى .. ظنك هذا لن
يزيد أن يزيل قشرة عن هذا الموضوع
المقروح .. بينما القيح العفن ينخر فيه
وتسرى عدواه خفية ، إلى كل ما بداخله !

ليست هناك تعليقات: